وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أشار رئيس إدارة القسم العلمي والثقافي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) حجة الإسلام والمسلمين رضا شاكري إلى خصائص الأربعين الحسيني، وصرح: زيارة الأربعين هي عهد الله مع الإنسان، وأنّ الإنسان عاهد الله في ذلك العالم أنّه يسلك طريق التوحيد وإننا لبّينا بله تعالى أن نمضي في هذا الطريق، وما إذا عملنا هذا الفعل، ستحقق الكرامة الإنسانية، فإنّ الإنسان في ثقافتنا الدينية والقرآنية مكّرم، وعليه أن يف بعهده الذي عاهد الله به " أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ قَالُوا بَلَی"
وفيما يتعلق بإقامة مراسيم الأربعين الحسيني وخلوده عليه السلام بعد 1400 سنة وأن هذه القضية تبدو غريبة حسب المعايير المادية، أضاف رئيس إدارة القسم العلمي والثقافي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إنّ الشعب العراقي في أيام الأربعين يقومون بتكريم زوار الإمام الحسين (ع) واستضافتهم بشكل لا يوجد له مثيل في تاريخ البشرية، فإن قضية الأربعين هي إعجاز إلهي، بعبارة أخرى إنّ الله يريد أن يظهر هذا الأمر أنّ من يفني نفسه لربه هو الباقي والخالد، فإنكم تشاهدون نماذج من الجنة في الأيام الأربعين في العراق، وقد ظهر حب الله في حسن ضيافة الشعب العراقيين، وفي الطريق التي تمشي فيه في العراق كل شيء تهواه نفسك من طعام تجده أمامك وكأنك في الجنة، وهذا نموذج من الجنة أظهره الله لحسينه.
وأشار شاكري إلى الإعجاز الإلهي في أيام الأربعين الحسيني، وصرح: إنّ الإعجاز الإلهي يظهر في أربعينية شهادة الإمام الحسين (ع) في العراق، ونحن جميعنا نشاهد نماذج من سلوك الإنسان الكامل في الأربعين الحسيني في هذه البلد، إن الأعمال التي يقوم بها الشعب العراقي في أيام الأربعين الحسيني وتقديمهم الخدمات للزائرين هي عمل العرفاء وعمل الإنسان الكامل، وإن هؤلاء يقدمون الخدمات بدرجة من الإخلاص حتى أننا لا نشاهد أي رياء في ذلك، إن العراقيين المستضيفيين في أيام الأربعين ليسوا بصدد تقديم هذه الأعمال حتى نرى عملهم ونخجل من تقديهم إيانا هذه الخدمة، بل يسعون لتقديم أفضل الخدمة وأكثرها للزائرين، فإن الأربعين نموذج لحب الله إلى إنسان فان وإنسان كامل، وقد بلغت الكرامة أقصاها في هذه الأيام والمراسيم.
واعتبر رئيس إدارة القسم العلمي والثقافي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) أن مسيرة وزيارة الأربعين تعد مناورة للمطالبة بالعدالة، وصرح: إن الإمام الحسين (ع) استشهد من أجل إصلاح الأمة وإحياء العدالة حتى لا تذهب الصفات الإنسانية سدى، وقد شارك في مسيرة زيارة الأربعين أكثر من 20 مليون زائرا وهم يريدون إيصال نداء ورسالة العدالة إلى عالم قد نسي المطالبة بالعدالة حيث أن الأطفال يموتون جوعا، وهناك النساء متقطعة الأعضاء تحت الإنقاض، ويرمى السيد حسن نصر الله بقنابل وزنها بالأطنان؛ لأنّه كان ينادي بالعدالة و إحياء حقوق الإنسان ودافع عن سكان غزة المظلومين، وهذه رسالة الأربعين لكل العالم، كما علينا أن نظهر أبعاد هذه القضية أكثر مما مضى حتى لا تبقى الكلام حول الأربعين فقط حول القضايا الظاهرية لها وما نشاهده أثناء المسيرة والشوارع وإن كان ذلك جميلا أيضا.
.............
انتهى/ 278
تعليقك